سمعت هذه القصة من شخص كبير كان يعرف العقيد معمر القذافى عن قرب لفترة، وابتعد عنه لما شاهده منه من تقلبات، كان من بينها حديثه العلنى عن أنه ليس رئيساً لليبيا، بينما يتصرف فى السر على العكس من ذلك تماما، خاصة فيما يتعلق بتبديد ثروات الشعب الليبى.
تقول القصة إن القذافى كان حزينا جدا ومتأثرا من حملة صحفية، قادها ضده الكاتب الصحفى سمير رجب على صفحات جريدة الجمهورية وقت أن كان رئيسا لمجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير الجمهورية، وكان القذافى يضرب كفا على كف بسبب هذه الحملة غير المفهومة، لأنه حسب ما قاله لا يبخل على مصر فى شىء، وبلغ حزنه درجة سد النفس من زيارة مصر، وضمن ما قاله إنه أهدى الرئيس مبارك طائرة خاصة لسفره إلى الخارج، وحز فى نفسه أنه رغم هذه الهدية الثمينة، فإن الرئيس مبارك ترك الصحافة الرسمية ممثلة فى صحيفة الجمهورية تهاجمه بضراوة دون تدخل منه، وظل القذافى يردد "ماذا يريد منى الرئيس مبارك؟".
أهم ما فى هذه القصة هو، إهداء القذافى طائرة لمبارك، وقد يقول قائل إنه ليس هناك مشكلة فى أن يقبل مبارك الهدية، فبدلا من أن يشتريها من أموال الشعب المصرى، جاءته على سبيل الهدية، لكن لو أخذنا الأمر من زاوية أن هذه أموال الشعب الليبى، سيأتى السؤال كيف للسيد معمر أن يخالف عهده الذى يردده بأن أموال ليبيا هى ملك الليبيين، وليتصرفوا فيها كيفما يشاءون؟، وكيف له أن يخالف عهده بأنه ليس رئيساً وإنما مواطناً عادياً، ويتصرف على نحو أنه رئيس يملك مال شعبه، فيبعثره كيفما شاء؟
شاهدنا طوال السنوات الماضية تحالف نادى الرؤساء العرب، الذى رفع شعار البقاء مهما كان الثمن، وها هو الوقت يجىء لفضح ممارسات أعضاء هذا النادى، ليس فيما يتعلق بعلاقاتهم مع شعوبهم، وإنما فى طبيعة العلاقات التى جمعتهم، وكان من بينها تبادل الهدايا والعطايا كما فعل القذافى مع مبارك.
No comments:
Post a Comment